قلق الديمقراطيين- هل تقضي هجمات هاريس على فرصها بالفوز؟

المؤلف: خالد السليمان11.11.2025
قلق الديمقراطيين- هل تقضي هجمات هاريس على فرصها بالفوز؟

يعكس لجوء المرشحة الديمقراطية كاميلا هاريس إلى شن هجمات شخصية لاذعة ضد ترمب، ووصفه بأوصاف قاسية كالديكتاتور الفاشي الذي يجل جنرالات هتلر، حالة من الذعر والقلق المتزايد في صفوف الحزب الديمقراطي، وذلك بسبب تنامي فرص فوز ترمب المحتمل في الانتخابات الرئاسية المقررة الأسبوع المقبل!

في السابق، كانت المرشحة الديمقراطية تحاول أن تتميز عن منافسها الجمهوري بتبني خطاب أكثر اعتدالًا واتزانًا، معتمدة على استياء قطاع واسع من الجمهور من الأسلوب الحاد الذي يتبعه الرئيس الأمريكي السابق، والذي يمتاز بالسباب والهجمات الشخصية المتكررة. كانت هاريس تراهن على أن الناخبين المترددين والمستقلين يميلون عادةً إلى التركيز على القضايا الجوهرية والبرامج الانتخابية المطروحة بدلًا من الانجرار وراء الهجمات الشخصية، ولكنها في الأيام الأخيرة، عمدت إلى تبني لهجة حادة ومليئة بالاتهامات التي لا أساس لها من الصحة، الأمر الذي قد ينعكس سلبًا على حملتها في نهاية المطاف!

في هذه المرحلة الحاسمة من السباق الانتخابي، لم تعد هاريس تختلف كثيرًا عن ترمب من حيث حدة الخطاب المستخدم، وبالتالي فإنها تفقد بذلك إحدى أهم ميزاتها كمرشحة تتمتع بالاتزان والرصانة. بينما يتفوق عليها ترمب في جوانب أخرى، مثل وضوح برنامجه الانتخابي ومواقفه الصريحة من القضايا الهامة المطروحة على الساحة، في المقابل، أخفقت المرشحة الديمقراطية في تقديم رؤية واضحة ومحددة لمواقفها من تلك القضايا، وغالبًا ما ظهرت مرتبكة ومترددة، بل وتتهرب من الإجابة عن الأسئلة المطروحة في معظم المقابلات التي أجرتها، مما عزز الشكوك لدى خصومها بشأن قدراتها وكفاءتها لتولي منصب قيادة البلاد!

إن الميزة الوحيدة التي تتمتع بها هاريس في الوقت الراهن هي وجود شريحة من الناخبين الذين يعتزمون التصويت لها لمجرد أنهم يعارضون ترمب بشدة، وهذا بالتأكيد لا يكسبها أصوات الناخبين المترددين والمستقلين الذين لا يحكمون عواطفهم في قراراتهم الانتخابية، بل يعتمدون على قناعاتهم الراسخة المبنية على البرامج الانتخابية والمواقف الواضحة والخطابات المقنعة للمرشحين!

خلال العديد من اللقاءات الميدانية التي أجراها مراسلو شبكات الأخبار الأمريكية النشطة هذه الأيام، أعرب العديد من الناخبين عن عزمهم التصويت لصالح ترمب على الرغم من عدم إعجابهم به، وذلك لأنه يتمتع بقدر أكبر من الوضوح في رسائله وبرامجه الانتخابية، بالإضافة إلى ثقتهم بقدرته على تولي زمام الأمور، بينما امتنع آخرون عن التصويت لأي من المرشحين، وهنا يجب أن ندرك أن كل صوت يمتنع عن التصويت لهاريس هو في الواقع بمثابة صوت لصالح ترمب، وهذه هي المعضلة الحقيقية التي تواجه هاريس في معاقل الديمقراطيين التقليدية، مثل أوساط السود والعرب وذوي الأصول الإسبانية!

أعتقد جازمًا أن ازدياد حدة التوتر لدى أحد المتنافسين ولجوءه إلى تكتيكات متطرفة في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية، يعكس وجود مؤشرات سلبية لديه، وإخفاقه في الوصول إلى الناخبين الذين قد يرجحون كفته في انتخابات متقاربة، حيث يمكن أن تحسمها فوارق ضئيلة جدًا من الأصوات!

باختصار، يبدو ترمب أكثر حيوية واندفاعًا نحو تحقيق الفوز، ولكن في الانتخابات الأمريكية، لا يمكن الجزم بأي شيء نظرًا لما تحمله من مفاجآت غير متوقعة!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة